إن الله جاعل لما ترى فَرَجاً
لمِصرَ الإباءُ حين تتمرد..للبائسين.. للمظلومين..لعصفورٍ حزِينٍ بأعلى الأزهر.. بكى على الزّمانِ..ومات يُغرِّد..أرضُ العِزةِ والكِنَانة.. جُرّدت من كلِّ شيء..إلا زماناً نَذَر ذاتَهُ ليَجمع شَتاتَ آهاتها..أمُّ الدنيا وقد عصاها ابنُها..تغْفو على العالم.. باكيةً دون وسادة..!وطنٌ لا تملُّ الآذانُ من دَندَناتِه على الهوامِش..ومن دمعاته على ماء النيل..تَشيخُ الدُّروب.. والطُرقَات..وأظلُ أبكيكِ يا مصر بغَضبِ قصائدي..أو بِغَزَلِ محبّتي.. فأنتِ حُبّي.. وكُلّ سعادتي..أيُّ عُرسٍ فيكِ أريِقت فيهِ الدماءُ على الحصير!!..أيُّ زمنٍ أردى أبناءَكِ بين جائعٍ وفقير؟!!يا سَيّدتِي.. يا أمِي الكبيرة.. يا أمنيتي الكسيرة..نِداءٌ مِن ميتٍ بين دُورٍ لضنْكِها أضحت قبوراً!!..أحتاجُك يا شَعبُ..أحتاجُ شيئاً من وَطنيّتك وحُبكَ لأرضِ الماء..أحتَاجُ لأمنٍ يحميني.. لا لكلابٍ تُسقيني كأس المرارة..يا شَعبًا أبِيًّا أنا أحِبك، فكيف لك أن تجود بالتَّحايا لأرذلِ الحكَّام؟!..كيف تأنس بجوار مفتِّتي الأضلع والعظام؟!..وفراعنة البَغي قَد تَسَلّطوا وظلموا.. يمرحون بين الحاشية بسلام..وقَناديلُ آمالنا بالبَردِ تنام.. ألا ترى أننا مُستضعفون بأرضنا.. ألا تسمع بُكاء مريم وأنين أمّها..الأطفال والنساء على رصِيف الحيَاةِ قد تَشَرّدُوا..بَيتُنا الصغِيرُ قد أضحَى بَارِدًا.. مُذ شُلّ أبي وبَات يَحتَضِر..حتَى زهورُ بُستَانِنا.. قد سَلتِ الحياة في مصابِنا..فَغدتْ حديقتُنا الجنّاء.. أرضًا خربَاء..يَا شعبًا أبِيًّا.. ألا ترى بُؤسَ أطفالِنا وأحلامهم الشريدة؟ وآمالهم المعلقة على المداخن..بخيوطٍ أرفَع من نُسجِ العنَاكِب...أفَغَدتِ الأفواهُ بِلا لِسان؟!..أم بِتْنَا أمواتًا فِي أثوَابِ بَشر..خاوين من الأرواح!!.. مفرّغين من الأنَفةِ والكبرياء..إلى متى؟!..إلى متى نبقى حبيسي العَبرَات..مُكَبّلي الحركة.. مشْلولِي الإرادة والكيان؟!!..أصار قتلنا وألمنا عادةً مستَحبّة كتلك التي كانت بِمسارِح الروم..أم صار صُراخُنا وثورتُنا معجزة لا نقوى عليها؟!..اكسِرُوا الصّمت..واكتُبوا بِلونٍ آخر.. وليكُن دَم ضحَايا الأمن!!انبضُوا بقلبٍ آخر.. وليكُن نزفَ الجراح!!..ثرثِروا بشكل آخر.. ولتكن تأتآتِ أخيكم حمادة عبد اللطيف الذي أصيب بشلل رباعي بسبب ضرب رجل أمن: هَلُمّوا بِنا..هَلُمّوا بِنا.. فاللصوص تَنهب، والدماء الفاسدة تُشرب، والسفينة تغرق، والمدنيّ في المحاكم العسكرية يُشنق..أريدكم معي نصرخُ صرخةَ وطنٍ واحد..فصوتي فارغٌ لا يكادُ يُردّ في الصّدى..
لمِصرَ الإباءُ حين تتمرد..للبائسين.. للمظلومين..لعصفورٍ حزِينٍ بأعلى الأزهر.. بكى على الزّمانِ..ومات يُغرِّد..أرضُ العِزةِ والكِنَانة.. جُرّدت من كلِّ شيء..إلا زماناً نَذَر ذاتَهُ ليَجمع شَتاتَ آهاتها..أمُّ الدنيا وقد عصاها ابنُها..تغْفو على العالم.. باكيةً دون وسادة..!وطنٌ لا تملُّ الآذانُ من دَندَناتِه على الهوامِش..ومن دمعاته على ماء النيل..تَشيخُ الدُّروب.. والطُرقَات..وأظلُ أبكيكِ يا مصر بغَضبِ قصائدي..أو بِغَزَلِ محبّتي.. فأنتِ حُبّي.. وكُلّ سعادتي..أيُّ عُرسٍ فيكِ أريِقت فيهِ الدماءُ على الحصير!!..أيُّ زمنٍ أردى أبناءَكِ بين جائعٍ وفقير؟!!يا سَيّدتِي.. يا أمِي الكبيرة.. يا أمنيتي الكسيرة..نِداءٌ مِن ميتٍ بين دُورٍ لضنْكِها أضحت قبوراً!!..أحتاجُك يا شَعبُ..أحتاجُ شيئاً من وَطنيّتك وحُبكَ لأرضِ الماء..أحتَاجُ لأمنٍ يحميني.. لا لكلابٍ تُسقيني كأس المرارة..يا شَعبًا أبِيًّا أنا أحِبك، فكيف لك أن تجود بالتَّحايا لأرذلِ الحكَّام؟!..كيف تأنس بجوار مفتِّتي الأضلع والعظام؟!..وفراعنة البَغي قَد تَسَلّطوا وظلموا.. يمرحون بين الحاشية بسلام..وقَناديلُ آمالنا بالبَردِ تنام.. ألا ترى أننا مُستضعفون بأرضنا.. ألا تسمع بُكاء مريم وأنين أمّها..الأطفال والنساء على رصِيف الحيَاةِ قد تَشَرّدُوا..بَيتُنا الصغِيرُ قد أضحَى بَارِدًا.. مُذ شُلّ أبي وبَات يَحتَضِر..حتَى زهورُ بُستَانِنا.. قد سَلتِ الحياة في مصابِنا..فَغدتْ حديقتُنا الجنّاء.. أرضًا خربَاء..يَا شعبًا أبِيًّا.. ألا ترى بُؤسَ أطفالِنا وأحلامهم الشريدة؟ وآمالهم المعلقة على المداخن..بخيوطٍ أرفَع من نُسجِ العنَاكِب...أفَغَدتِ الأفواهُ بِلا لِسان؟!..أم بِتْنَا أمواتًا فِي أثوَابِ بَشر..خاوين من الأرواح!!.. مفرّغين من الأنَفةِ والكبرياء..إلى متى؟!..إلى متى نبقى حبيسي العَبرَات..مُكَبّلي الحركة.. مشْلولِي الإرادة والكيان؟!!..أصار قتلنا وألمنا عادةً مستَحبّة كتلك التي كانت بِمسارِح الروم..أم صار صُراخُنا وثورتُنا معجزة لا نقوى عليها؟!..اكسِرُوا الصّمت..واكتُبوا بِلونٍ آخر.. وليكُن دَم ضحَايا الأمن!!انبضُوا بقلبٍ آخر.. وليكُن نزفَ الجراح!!..ثرثِروا بشكل آخر.. ولتكن تأتآتِ أخيكم حمادة عبد اللطيف الذي أصيب بشلل رباعي بسبب ضرب رجل أمن: هَلُمّوا بِنا..هَلُمّوا بِنا.. فاللصوص تَنهب، والدماء الفاسدة تُشرب، والسفينة تغرق، والمدنيّ في المحاكم العسكرية يُشنق..أريدكم معي نصرخُ صرخةَ وطنٍ واحد..فصوتي فارغٌ لا يكادُ يُردّ في الصّدى..
0 التعليقات:
إرسال تعليق